بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 00
(العلائم الفارقة بين الألهام و الوسوسة)
من تمكن من معرفة الخير و الشر سهل عليه التفرقة بين الالهام و الوسوسة و قد قيل الهام الملك و وسوسة
الشيطان يقع في النفوس على وجوه و علامات :
(احدها)
كالعلم و اليقين الحاصلين من جانب يمين النفس و تقابله الشهوة
و الهوى الحاصلان من جانب شمالها.
(و ثانيها)
كالنظر الى آيات الآفاق و الانفس على سبيل النظام و الاحكام المزيل للشكوك و الاوهام،
و المحصل للمعرفة و الحكمة في القوة العاقلة هي جانب الايمن من النفس
و يقابله النظر اليها على سبيل الاشتباه و الغفلة و الاعراض عنها،
الناشئة منها الشبه و الوساوس في الواهمة و المتخيلة التي على الجانب الايسر منها،
فان الآيات المحكمات بمنزلة الملائكة المقدسة من العقول و النفوس الكلية،
لانها مبادىء العلوم اليقينية، و المتشابهات الوهميات بمنزلة الشياطين و النفوس الوهمانية،
لانها مبادىء المقدمات السفسطية.
(و ثالثها)
كطاعة الرسول المختار و الائمة الاطهار في مقابلة اهل الجحود و الانكار و ارباب التعطيل
و التشبيه من الكفار. فكل من سلك سبيل الهداية فهو بمنزلة الملائكة المقدسين الملهمين للخير،
و من سلك سبيل الضلال فهو بمنزلة الشياطين المغوين بالشرور.
«و رابعها»
كتحصيل العلوم و الادراكات التي هي في الموضوعات العالية
و الاعيان الشريفة كالعلم بالله و ملائكته و رسله، و اليوم الآخر، و البعث،
و قيام الساعة، و مثول الخلائق بين يدى الله تعالى،
و حضور الملائكة و النبيين و الشهداء و الصالحين،
في مقابلة تحصيل العلوم و الادراكات التي هي من باب الحيل و الخديعة و السفسطة،
و التامل في امور الدنيا الغير الخارجة عن دار المحسوسات،
فان الاول
يشبه الملائكة الروحانية و جنود الرحمن الذين هم سكان عالم الملكوت السماوي،
و الثاني
يشبه الا بالسة المطرودة عن باب الله، الممنوعة من ولوج السماوات،
المحبوسة في الظلمات، المحرومة في الدنيا عن الارتقاء،
و المحجوبة في الآخرة عن دار النعيم.