بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ثلاثة لا ينجو منهن أحد
الحمد لله رب العالمين قيوم السموات والأرضين مدبر الخلائق أجمعين ...وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له أحاط بك شىء علما وأحصى كل شىءفى إمام مبين ...وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين ...اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى أهل بيته المطهرين وعلى أصحابه المجاهدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ينجو منهن أحد الحسد وسوء الظن و الطيره قالوا : فما المخرج منهن يا رسول الله ؟ قال : إذا حسدت فلا تبغى وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فلا ترجع " رواه بن أبى الدنياوالطبرانى.
النبى صلى الله عليه وسلم يحدثنا فى حديثه هذا عن ثلاثه أمور لا ينجو منها أحد وهى الحسد وسوء الظن والطيره {التشاؤم}وسر الترهيب عن هذه الأمور أنها من الطبائع التى لا ينجو منها أحد إلا من عصمه الله تعالى .
الحسد : أخى المسلم إعلم أنه لا حسد إلا على نعمة فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان : أحدهما أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسداً .. والثانية أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ولكن تشتهى لنفسك مثلها وهذه تسمى غبطه .
قال صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن يغبط والمنافق يحسد " رواه بن أبى الدنيا.
قالت السيدة صفية بنت حيى رضى الله عنها للنبى صلى الله عليه وسلم : جاء أبى وعمى من عندك يوما فقال أبى لعمى : ما تقول فيه قال : أقول إنه النبى الذى بَشَّرَ به موسى قال فما ترى ؟ قال : أرى معاداته أيام الحياة " . أخرجه بن إسحاق فى السيرة .
عن أنس بن مالك قال : كنا جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج
رجل من أهل الجنة قال : فطلع رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه قد علّق نعليه فى يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل وقاله فى اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل فلما قام النبى صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له إنى لاحيت أبى {يعنى غضبت مع أبى}فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤوينى إليك حتى تمض الثلاث فعلت فقال : نعم فبات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا إنقلب على فراشه ذكر الله تعالى ولم يقم حتى يقوم لصلاة الفجر قال غير أنى ما سمعته يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بينى وبين والدى غضب ولا هجرة ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا فأردت أن أعرف عملك فلم أرك تعمل عملا كثيرا فما الذى بلغ بك ذلك ؟ فقال ما هو إلا ما رأيت فلما وليت دعانى فقال : ماهو إلا ما رأيت غير أنى لا أجد على أحدٍ من المسلمين فى نفسى غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله أياه قال : عبد الله ..فقلت له هى التى بلغت بك وهى التى لا تطيق " رواه الإمام أحمد فى مسنده
قال صلى الله عليه وسلم :" إن لنعم الله أعداء فقيل ومن هم ؟ فقال : الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " أخرجه الطبرانى فى الأوسط
وقال بعض السلف : أول خطيئة كانت هى الحسد " حسد أبليس آدم على رتبته فأبى أن يسجد له فحمله الحسد على المعصية .
روى أنه دخل عالم على أمير فقال إنى أريد أن أعظك بشىء فقال وما هو ؟ قال : إياك والكبر فإنه أول ذنب عُصى الله به ثم قرأ {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ}البقرة (34) وقال : وإياك والحرص فإنه أخرج آدم من الجنة أمكنه الله سبحانه من جنة عرضها السموات والأرض يأكل منها إلا شجرة واحدة نهاه الله عنها فأكل منها فأخرجه الله تعالى منها ثم قرأ {اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً}البقرة (38) وقال : وإياك والحسد فإنما قتل أبن آدم أخاه حين حسده ثم قرأ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَىْ آدَمَ بِالْحَقِّ}المائدة (27) وقال : وإذا ذكر أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فأمسك وإذا ذكر القدر فأسكت وإذا ذكرت النجوم فأسكت .
يــــتــــــبـــــع