القران الكريم و خصائص تتعلق بفضله
خصائص تتعلق بفضله وشرفه ومكانته
وهي خصائص كثيرة منها :
فضله : لا يخفى فضل القرآن عمن لديه أدنى علم شرعي ذلكم أن القرآن الكريم كلية الشريعة ، وعمدة الملة ، وينبوع الحكمة ، وآية الرسالة ، ونور الأبصار والبصائر ، فلا طريق إلى الله سواه ، ولا تجاه بغيره ، ولا تمسك بشيء يخالفه . هو كلام الله العظيم ، وصراطه المستقيم ، ودستوره القويم ، ناط به كل سعادة ، هو رسالة الله الخالدة ، ومعجزته الدائمة ، ورحمته الواسعة وحكمته البالغة ، ونعمته السابغة . هو حجة الرسول صلى الله عليه وسلم الدامغة ، وآيته الكبرى شاهدة برسالته وناطقة بنبوته . هو كتاب الإسلام في عقائده ، وعباداته ، وحِكَمه وأحكامه ، وآدابه وأخلاقه وقصصه ومواعظه ، وأخباره ، وهدايته ودلالته . هو أساس رسالة التوحيد ، والمصدر القويم للتشريع ، ومنهل الحكمة والهداية والرحمة المسداة ، والنور المبين للأمة ، والمحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك .
فضله لا يدانيه فضل ولا تسمو إليه مكانة .
شفاعته لأهله : ومن خصائص القرآن الكريم أنه يشفع لأهله يوم القيامة ومن الأدلة على ذلك حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ] رواه مسلم .
أنه شفاء : قال تعالى : ( ونُنـزِل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الإسراء : 82 وقال سبحانه وتعالى ( قل هو اللذين آمنوا هدى وشفاء ) ( فصلت : 44 ) . وقال سبحانه وتعالى ( قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور ) ( يونس : 57 ) . وتدبر وصف الله للقرآن بأنه شفاء ولم يصفه بأنه داء لأن الشفاء هو ثمرة الدواء والهدف منه ، أما الدواء فقد يفيد وقد يضر فكان وصف القرآن بأنه شفاء تأكيد لثمرة التداوي به . وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بنفسه بالتداوي بالقرآن فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت : [ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في بالمرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثَقُل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها ] رواه البخاري . واقتدى به أصحابه رضي الله عنهم فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يُقروهم فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيد أولئك فقال : هل معكم من دواء أو راق فقالوا إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعْلاً ، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال : [ وما أدراك أنها رقية ، خذوها واضربوا لي بسهم ] ( رواه البخاري ) . والقرآن شفاء للأمراض النفسية وما أحوج مجتمعاتنا المعاصرة إلى التداوي بالقرآن لهذا الداء الوبيل في عالم تتنازعه الأهواء المادية والشهوات الجسدية والملذات الدنيوية ، وإنما تحدث الأمراض النفسية حين يعرض الإنسان عن القرآن وعن ذكر الله ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ) ( طه : 124 ) وقال سبحانه وتعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نُقيض له شيطاناً فهو له قرين ) ( الزخرف : 36 ) ، أما العلاج والشفاء فهو قرين الذكر ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ( الرعد : 28 ) . ولكن ينبغي أن نعلم أن الاستشفاء بالقرآن يستدعي كمال اليقين وقوة الاعتقاد وسلامته ولذا قال الزركشي رحمه الله تعالى عن الاستشفاء بالقرآن : " لن ينتفع به إلا من أخلص لله قلبه ونيته ، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه ، وعمر به قلبه ، وأعمل به جوارحه ، وجعله سميره في ليله ونهاره وتمسك به وتدبره " . ومن خصائصه التي تتعلق بفضله وشرفه ومكانته : التعبد بتلاوته ، وتعدد أسمائه وصفاته ، والثواب لقارئه ومستمعه ، وأن له نـزولين ، ونزوله مُنجّمًا دون سائر الكتب السابقة وغير ذلك .
منقول للفائدة