معنى : بِضاعَةٍ مُزْجاة : صُوَاعَ الْمَلِكِ ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كثير من الأحيان تستخدم كلمة مزجاة لوصف الحال والمحال في القول أو الفعل فيصف ما لديه من علم أو مال ببضاعة مزجاة . يقولها على سبيل التواضع وخفظ الجناح . فأحببت أن أبين ما في هذه الكلمة من معانٍ :
قال القرطبي وغيره:قوله تعالى: (مُزْجاةٍ) صفة لبضاعة، والإزجاء السوق بدفع، ومنه قوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً" «4» [النور: 43] والمعنى أنها بضاعة تدفع، ولا يقبلها كل أحد.
قال ثعلب: البضاعة المزجاة الناقصة غير التامة.
واختلفت في تعيينها هنا فقيل: كانت قديدا وحيسا ذكره الواقدي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقيل: خلق الغرائر والحبال، روى عن ابن عباس.
وقيل: متاع الأعراب صوف وسمن، قال عبد الله بن الحارث.
وقيل: الحبة الخضراء والصنوبر وهو البطم، حب شجرة بالشام، يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون، قاله أبو صالح، فباعوها بدراهم لا تنفق في الطعام، وتنفق فيما بين الناس، فقالوا: خذها منا بحساب جياد تنفق في الطعام.
وقيل: دراهم رديئه، قاله ابن عباس أيضا. وقيل: ليس عليها صورة يوسف، وكانت دراهم مصر عليهم صورة يوسف. وقال الضحاك: النعال والأدم، وعنه: كانت سويقا منخلا. والله أعلم.
وفي تفسير البغوي: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ، أي: قليلة رديئة كاسدة لا تنفق في ثمن الطعام إلا بتجوز من البائع فيها، وأصل الإزجاء [فيها] السوق والدفع. وقيل للبضاعة مزجاة لأنها غير نافقة، وإنما تجوز على دفع من أخذها.
قال ابن عباس : مزجاة : دراهم زيوف .
وقال ابن أبي مليكة : مزجاة ، خلق الغرائر : والمتاع الحقير .
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ؟
الصواع هو المكوك ( وحدة كيل عراقية)
يقول الله تعالى في سورة يوسف:
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {صواع الملك} قال : شيء يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {صواع الملك} قال : الصواع الكأس الذي يشرب فيه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول : له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال : هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {صواع الملك}قال : كان من فضة.
والمكوك وحدة كيل عراقيّة على الراجح وقد ورد هذا المكيال في حديث صحيح رواه مسلم :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ.
- وفي رواية :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.
أخرجه أحمد 3/112 ورواه "مسلم" في صحيحه
والمكوك بفتح الميم وتشديد الكاف الأولى مضمومة ، مكيال لأهل العراق يسع صاعأَ ونصف صاع بالمدنى ، ويجمَع بمكاكيك ومكاكى ، وهو بمعنى قوله فى الحديث نفسه من الرواية الاخرى : (يتوضأ بالمد ، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد وقيل أنه يسع المد المعروف عند أهل فارس والعراق .قال ابن الأثير: المكوك المد وقيل الصاع وقال أيضا المكوك اسم للمكيال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد ويجمع على مكاكي بإبدال الياء بالكاف الاخيرة .
والله أعلم
منقول للفائدة