أخى تذكر دائما أن الصبر على طاعة الله أهون بكثير من الصبر على معصيته
الكيمياء والطبيعة عندما كنت أعبث ببعض الكتب التى لم أقربها منذ مدة طويلة فى مكتبتى عثرت يدى على كتاب منذ اوائل السبيعينات بعنوان الكيمياء فى الكون والحياة ومؤلفه الدكتور عبد الملك ابو عوف نائب رئيس جامعة اسيوط فى ذلك الوقت وهو مجموعة من المقالات الشيقة عن علم الكيمياء فتصفحت وريقاته بسرعة واثناء ذلك استوقفتنى مقالتين الاولى بعنوان كتاب الطبيعة مكتوب بلغة كيماوية ولقد استعرض فيها الكاتب فى عجالة تطور علم الكيمياء فبدأ بالقول أن الكيمياء بدأت بالتعليل والتحليل لحاجة الانسان الى المعرفة وذلك من خلال رصد كل المواد الموجودة فى الكون ومعرفة خواصها ومميزاتها
ثم انتقلت الكيمياء من التحليل الى التأليف او من الهدم الى البناء ويتساءل الكاتب هل العناصر المكتشفة تفردت بوحدة صماء وتأتى الاجابة علىلسانه بكلا والدليل على ذلك هو التفاعلات بين العناصر وبعضها للوصول الى مركبات تختلف فى خواصها عن العناصر المكونة لها وتتواصل الرحلة مع علم الكيمياء فيتم اكتشاف الذرة حيث يعتبرها الكاتب بمثابة الكائن الحى الاول ثم وصف الكاتب علم الكيمياء بأنه يرد النتائج الى مسبباتها ويربط الخيوط المبعثرة الى بكرتها الاصيلة وفى رأى ان هذا يساعد على ارجاع الامور الى مبدعها جل وعلا0 وأختتم الكاتب مقالته الشيقة بقوله ان جاليليو قال ان كتاب الطبيعة العظيم قد كتب بلغة رياضيه ويعتقد الكاتب انه لو عاش جاليليو الى هذا العصر لقال ان كتاب الطبيعة مكتوب بلغة كيماوية ولاستبدل فى معادلاته رموزه الجبرية باخرى كيميائية تشير كل واحدة منها الى وحدة الكون واضيف انا ماذا لو عاش جاليليو فى الالفية الثالثة وبعد اكتشاف د- زويل الفمتوثانية فتبارك الله احسن الخالقين
كيمياء العواطف أما المقالة الثانية فكانت بعنوان كيمياء العواطف ويشهد الله تعالى اننى لم اقرا هذه المقالة قبل ان اضع عنوان هذه الصفحة ولم يخطر ببالى ان مثل هذه الافكار يتشارك فيها بنى البشر على اختلاف ازمانهم ويبدا الكاتب مقالته بسرد واقعة عن احد طلاب كلية الصيدلة الذى اراد ان يمازح زملائه بالحديث عن كيمياء العشاق حشد فيها الكثير مما تعلم من فنون المعادلات الكيميائية ويقول الكاتب لعل صاحب هذه الدعابة لم يكن يدرى انه قد مس موضوعا من اهم موضوعات العصر واستطرد الكاتب فى حديثه عن العواطف فقال بأنها ليست نوازع خلقية فحسب انما هى آثار خلقية لتفاعلات خفية تدب فى الجسم الحى المليىء بالالغاز والاسرار ولعل علم التشريح قد ساهم فى ايضاح هذه الصورة باكتشاف الغدد وافرازاتها ويعرف الهرمون بانه رسول كيميائى ناتج من تفاعلات كيمائية معقدة ويفرز بكمات ضئيلة تكفى لاحداث آثار عظيمة وكل هرمون يتميز بنشاط نوعى خاص ويتساءل الكاتب عما إذا ما كان الانسان الاول قد توصل الى ما شابه ذلك فلقد روى فى الاساطير القديمة انهم كانوا يأكلون قلوب الذئاب لتزداد قلوبهم قوة وبأس ثم طاف الكاتب فى مقالته برحلة مثيرة مع تطور علم الكيمياء خلال القرنين السابع والثامن عشر والذى واكب ولادة علم الغدد الصماء وانتهى الكاتب من مقالته بتلخيص دور الكيمياء فى شقين الاول هو محاولة فصل هذه الهرمونات والتعرف على تركيبها بل ومحاولة تاليفها من ارخص العناصر لتعويض حالات النقص والتى يعانى بعض الافراد منها والشق الثانى هو استخدام التفاعلات الكيميائية فى الكشف عن امراض الهرمونات وبينت آثارها على السلوك الانسانى
كيمياء السعادة منذ قرابة الالف عام كتب الامام ابو حامد الغزالى رسالة بعنوان كيمياء السعادة جاء فيها كما ان الكيمياء الظاهرية لا تكون خزائن العوام فكذ لك كيمياء السعادة لا تكون الا فى خزائن الله تعالى ومن رحمته تعالى انه ارسل الانبياء يعلمون الناس كيف يجعلون القلب فى كور المجاهدة وكيف يطهرون القلب من الاخلاق المذ مومة وسر هذه الكيمياء ان ترجع من الدنيا الى الله كما قال سبحانه وتعالى وتبتل اليه تبتيلاومفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس وان شئت ان تعرف نفسك فاعلم انك من شيئين الاول هذا القلب والثانى يسمى النفس والروح والنفس هو القلب الذى تعرفه بعين الباطن وليس القلب هذه القطعة اللحمية التى فى الصدر فى الجانب الايسر واذا سألت عن حقيقته فتذكر فول الله تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى) ولقد أسمى الغزالى الروح قلبا وهو محل معرفة الله تعالى ويستمر الامام فى قوله بأن النفس هى مركب القلب واذا كان القلب ملكا فان العقل وزيره وللقلب بابين للعلوم واحد للأحلام والثانى لعلم اليقظة
اعمال القلب الفعل يصدر من القلب مثل العلم والحب والرضى والرجاء والامن والفرح واضدادها من كره وحزن ويأس وافعال اخرى مثل الارادة وعزم وهم ورحمة وغفلة وندم ورغبة وغضب وحسد وحقد وكبر وعجب وحمية وتوجد اعمال تكون من الجوارح ولكن بسبب القلب من نظر وسماع وشم وذوق ولمس وركوع وسجود وقيام وقعود اذ لابد ان تكون بنية الطاعة والنية محلها القلب .
