وسطى : وهي موت أهل القرن الواحد .
صُغرى : وهي موت الإنسان . فساعة كل إنسان : موته .
34 ومنها : "المسلمات الثلاث التي ترتكز عليها طرائق البحث العلمي" وهي :
أن ما تستشعره الحواس الإنسانية هو عالم خارجي ، وهو مصدر حواسنا ، وهذا العالم الخارجي تجري أحداثه وظواهره على نظام رتيب قابل للتنبؤ ، أي التقدير مسبقا .
أحاسيس الشخص العادي وذهنه تؤتي ردود فعل متمايزة لاحداث العالم الخارجي فيتم ترابط محكم بين هذا العالم وبين الشخص العادي . وبهذا الترابط يتم تعرف الفرد على العالم وفهمه إياه .
معرفتنا عن العالم الخارجي تكون صحيحة على قدر ما تستطيع أن تنبئنا عما سيجري فيه من أحداث . فهل هذه المسلمات الثلاث حقائق صحيحة اطلاقا ؟ هذا ما سنراه .
35 ومنها : في الأدب اليوناني ثالوث الجمال ، وهن : "ربات الجمال الثلاث" .
36 ومنها : "آباء البشر الثلاثة" ، الذين تناسلت منهم البشرية ، وهم : "سام ، وحام ، ويافت" .
37 ومنها : ثلاثية نجيب محفوظ - الرواية الحائزة على جائزة نوبل للآداب ، وهي : "بين القصرين ، وقصر الشوق ، وحي السكرية" .
38 ومنها : أن الأحكام الجزائية في القضاء ثلاثة هي :
حكم بالبراءة : ويعني عدم ثبوت ارتكاب المتهم للجرم .
حكم بالإدانة : وتعني ثبوت ارنكاب المتهم للجرم .
حكم بعدم المسؤولية : ويكون صدور مثل هذا الحكم بوجود أحد سببين اثنين هما :
أ - إما لعدم قيام الدليل القاطع على ارتكاب المتهم للجرم ، أو ما يسمى : "عدم كفاية الأدلة" .
ب - وإما لأن الجرم الذي تم ارتكابه والقيام به ، قد تم بطريقة لا يعاقب عليها القانون بسبب من الأسباب المعروفة في هذا المجال .
39 ومنها : المفاهيم : أي المنطلقات الثابنة الثلاثة التي بدأ وانطلق منها أقليدس في عمله الرياضي وهي : "النقظة ، والخط ، والسطح" . أما النقطة فتصورها أقليدس شيئا ليس له أبعاد ، ولا طول ولا عرض ولا عمق ... وأما الخط فتصوره شيئا ذا بعد واحد لا غير ... وأما السطح فذو بعدين . وبدلالة هذه المفاهيم الثلاثة عرّف أقليدس الصور والأشكال الهندسية المختلفة ، كالزاوية ، والمثلث ، والمربع ، والدائرة... وهذه المفاهيم الثلاثة لا تكفي لإقامة منهاج برهاني استنتاجي . إنما ينبغي أن تسندها مجموعة من الأفكار تعتبر حقائق مسلمة بلا برهان . ثم بدلالة هذه المفاهيم والمسلمات البديهيات يبنى البرهان الرياضي .
40 ومنها : "حالات مرتكب الكبيرة الإيمانية الثلاث" : فقد جرى نقاش حول مرتكب الكبيرة ، في حلقة الحسن البصري الدراسية ، وبحضور تلميذه النابه واصل بن عطاء مؤسس جماعة المعتزلة . فقال جماعة :
إن مرنكب الكبيرة هو كافر .
وقال آخرون : "لا بل هو مؤمن" .
وخالفهما واصل بن عطاء فقال : "هو بمنزلة بين المنزلتين" أي : أن مرتكب الكبيرة ليس كافرا ، ولا مؤمنا صادق الإيمان ، ولكنه في حالة متوسطة بين الحالتين . فاستنكر حسن البصري قوله ، فما كان من واصل إلا أن اعتزل الحلقة ، وتبعه جماعة سموا "المعتزلة" . وعرفوا بأنهم أهل الرأي المستقل ، مقابلة بأهل النقل الذين يقتصرون على ما ينقلونه من آراء السابقين . وكان من المعتزلة علماء كبار عرفوا بأصالة التفكير . وقد قربهم المأمون فعملوا بتشجيع منه على نقل الفلسفة الإغريقية والتوفيق بينها وبين الإسلام .
41 ومنها : قوانين واكتشافات نيوتن في الفيزياء الرياضياتية الثلاثة : ففب مؤلّفه الكلاسيكي "أسس الفلسفة الطبيعية" الذي كتب باللاتينية وطبع عام 1687 ، قدم نيوتن في الفصل الأول ما يعرف اليوم بقوانين نيوتن الثلاثة في الحركة ، وهذه القوانين هي :
تتناسب القوة المؤثرة في جسم متحرك طردا مع كتلة هذا الجسم مضروبة بتسارعه . (ويرمز لذلك عادة بالشكل F = ma) .
لكل فعل رد فعل يساويه بالقيمة ويضاده في الاتجاه .
إن الجسم الساكن يبقى في حالة السكون ، وإن الجسم الذي يتحرك حركة منتظمة على خط مستقبم يبقى على حركته ما لم تجبره على التغيير قوة خارجية .
وهناك الاكتشاف العظيم والقانون الرابع من قوانين واكتشافات نيوتن في الفيزياء الرياضية ، وهو قانون الجذب العام الذي ينص على ما يلي : "كل جسيم مادي في الكون يجذب كل جسيم آخر بقوة F متناسبة طردا مع جداء كتلتي الجسيمين ، ومتناسبة عكسا مع مربع المسافة بينهما .
42 ومنها : "ثلاث جِدهُنّ جِد وهزلهنَّ جِد" : والجد في الأمر : الاجتهاد ، وهو مصدر . والاسم :الجِدُّ (بالكسر) ومنه : فلان محسن جَدا (بالفتح) . وجَدَّ في كلامه : ضد هَزل . والاسم منه الجِدُّ (بالكسر) . ومنه حديث : "ثلاث جِدهُنّ جِد وهزلهنَّ جِد" . وهي : النكاح ، والطلاق ، والرَّجعة" .
43 ومنها : ركائز العلم ومقوماته الثلاثة هي :
"الطريقة الاستقرائية في البحث العلمي" . وفي هذه الطريقة يمضي الباحث والعالم من التخصيص إلى التعميم ، فيستقرىء خصائص الحمام مثلا من أجل أن يعرف خصائص الطيور ، على اعتبار أن خصائص المجموعة هي مجموع خصائص عناصرها . وتستعمل هذه الطريقة في العلوم التجريبية والتجريدية على السواء .
"الطريقة الاستنتاجية في البحث العلمي" .وفي هذه الطريقة يمضي الباحث والعالم من التعميم إلى التخصيص ، فمن أجل دراسة عنصر ما يبدأ بدرس خصائص المجموعة التي ينتمي إليها هذا العنصر ، فيعرق خصائصه استنتاجا من مبدأ أن خصائص الكل موجودة في البعض .
"الموهبة" : ومع أن المنطق العلمي والبحث العلمي بمجمله ليس استنتاجا كله ، ولا استقراء كله ، ولكنه مزيج منهما معا . أي أن البحث العلمي يستند إلى منطقين : استقرائي واستنتاجي ، ولكنه (أي البحث العلمي) ، يستمد روحه ومقوماته من مواهب قلّة من الناس ، يتميزون بالنظرات الثاقبة التي تدرك بالإلهام أي خصائص في الكل تسري في البعض ، وأي خصائص في البعض تتوافر في الكل .
وبهذه المقومات الثلاثة : الاستقراء والاستنتاج والموهبة ، تبنى صروح العلوم . ولكن وضع النظرية أو القانون قد يحتاج إلى شيء آخر غير الاستنتاج والاستقراء ، شيء نسميه "موهبة أو إلهاما" . ومهما يكن اسمه فهو صفة لا يتحلى بها إلا قلّة من الناس ، يؤتونها بنعمة من الله أو يكتسبونها بالجد وطول الممارسة . وهم لا يستطيعون أن يهبوها غيرهم ولا أن يورثوها أبناءهم . حتى الدارس لا تعلمها ، بل إن المدارس قد تكبت الموهبة أو تخنقها .
44
ومنها : "الطرق الثلاثة التي قدمها فرانسيس بيكون للتعلم وفهم الفلسفة" . ومع أن بيكون لم يفرق بين "التعلم" وما دعاه الفلسفة ، كما لم يفرق بين الفلسفة وما يدعى الآن علما تجريبيا . وقال إنه توجد ثلاث طرائق لتقدم فهمنا للفلسفة : طريقتان خاطئتان وثالثة صحيحة . أما الطريقتان الخاطئتان فقد جربتا في الماضي ، وأثبتتا عدم جدارتهما ، وهما :
تلمس الطريق في الظلام دون خطة .
الإهتداء بنصوص القدماء .
أما الطريق الثالث الصحيح فهو بناء المعرفة بتجريبها متقدمين من تجربة إلى أخرى . ويجب أن نتعلم قوانين الطبيعة ، وهذه لا يمكن استنتاجها من المنطق أو من المتعارف أو من الكتب ، بل من دراسة متفحصة للطبيعة ذاتها واختيارها . ويُدّعي بيكون أن هدف الإنسانية الأول في هذا العالم هو : "السيطرة على الطبيعة" .
ويمكن تحقيق ذلك بسلوك الطريق الصحيح الوحيد لتقدم الفهم ، والعلم ، وهو سلوك واستعمال التفكير الاستقرائي ، وبمتابعة الملاحظة الممتدة والتجربة ، إضافة إلى الفصل الحاد للحقيقة الإنسانية على تعاليم الديانة السماوية . لقد خصص للعقل وظيفة محددة هي استخلاص نتائج عملية من الأسرار السماوية . وإن هذا الفصل للمعارف عن الاعتقاد ينسجم مع نظرته في أن المعرفة البشرية (المؤسسة على التجربة) محدودة بالحس والمادة والأشياء المنتهية . لقد قصر بحوثه بوعي كامل عن تحليل المعرفة التجريبية .
45 ومنها : "الكيمائيات الثلاث" .