.: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :
[ قلت : يا رسول الله لم أرك تصوم من شهرمن الشهور ما تصوم شعبان ؟ قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفعفيه الأعمال إلي رب العالمين ، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم .]
رواه النسائي . وخص النبي صلي الله عليه وسلم الصيام لفضله ، ولأن الأعمال الصالحة الأخرى كانوايكثرون منها ويتقنونها ويؤجلون الصيام لشهر رمضان .
*** عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي اللهعنهما قالت :
[ لما كانت ليلة النصف من شعبان استل النبي صلي الله عليه وسلم من مِرْطي ، ثم قالت : والله ما كان مرطي من حرير ولا قَزٌَ ولا كتان ولا خرٌَ ولا صوف ، قلت لها : سبحانالله فمن أي شيء كان ؟ قالت : كان سداؤه من شَعر وكانت لُحْمته من حرير ، وحسبتنفسي أن يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أتي بعض نسائه ، فقمت فالتمسته فيالبيت فوقعت يدي علي قدميه وهو ساجد ، فحفظت من دعائه صلي الله عليه وسلم يقول : سجد لك سواري وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، أبوء لك بالنعم وأعترف لك بالذنب ، ظلمتنفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أعوذ بعفوك من عقوبتك ، وأعوذ برحمتكمن نقمتك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيتعلي نفسك ، قالت : فمازال صلي الله عليه وسلم قائما وقاعدا حتى أصبح وقد أصعدتقدماه وأنا أغمزها وأقول : بأبي أنت وأمي أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وماتأخر ، أليس قد فعل الله بك ، أليس أليس ؟ قال صلي الله عليه وسلم : يا عائشة أفلاأكون عبدا شكورا ؟ هل تدرين ما في هذه الليلة ؟ قالت : قلت وما فيها ؟ قال : فيهايكتب كل مولود في هذه السنة ، وفيها يكتب كل ميت ، وفيها تنزل أرزاقهم ، وفيها ترفعأعمالهم ، قلت : يا رسول الله ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله ؟ قال صلي اللهعليه وسلم : ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله ، قلت ولا أنت ؟ قال صلي الله عليهوسلم : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه ، فمسح هامته ووجهه بيده .]
*** يقول اللهعز وجل : ( حم والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) قال ابن عباسرضي الله عنهما : هي ليلة النصف من شعبان وهي ليلة البراءة . وقيل : هي ليلة القدر . والبركة هي الخير الكثير ، والمؤمن المبارك : هو رقيق القلب ، لين الخلق ، قوي فيالطاعة ، لطيف النفس ، عمله صفاء ، حركته في الخير ، الدموع في عينيه ، متواضع معالخلق ، بطيء عند المعاصي ، لا يضيع من عمره وقت .
وصلي الله وسلم علي سيدنا محمد وآله وصحبه .