المجلس الأول
قال سيدنا الشيخ الجيلاني ،الإعتراض علي الحق عز وجل عند نزول الأقدار موت الدين ،موت التوحيد ،موت التوكل والإخلاص ،والقلب المؤمن لا يعرف لم وكيف ،لا يعرف بل يقول ،بلى النفس كلها مخالفة منازعة ،فمن أراد صلاحها فليجاهدها حتي يأمن شرها ،كلها شر في شر فإدا جوهدت واطمأنت صارت كلها خير في خير ،تصير موافقة في جميع الطاعات وفي ترك جميع المعاصي ،فحينئد يقال لها ،ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضية ،يصح لها التوقان وهو الشوق ويزول عنها شرها ولا تتعلق بشيء من المخلوقات ،يصح نسبها من أبيها إبراهيم عليه السلام فإنه خرج من نفسه وبقي بلا هوى يجري وقلبه ساكن ،جاءه أنواع من المخلوقات وعرضوا عليه نفوسهم في المعونة وهو يقول لا أريد معونتكم ،علمه بحالي يغنني عن سؤالي ،لما صح تسليمه وتوكله قيل للنار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم ،معونة الله عز وجل للصابر معه في الدنيا بغير حساب ونعيمه في الأخرة بغير حساب ،إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
ولنا بقية في هدا المجس الأول إن شاء الله