يستنبط من بعض مرويات هذا الحديث:
-أن العين تصرع الإنسان بل وتقتله .
-أن من أعرض العين الحرارة والبرودة ولزوم الوجع.
-السؤال عمن يتهم بأنه أعان المعيون وطلب الغسل منه .
-اغتسال العائن للمعين من أنفع علاجات العين .
-الحمى من أعراض العين أحيانا .
-الرقية من أنفع العلاجات للعين .
-ضرب الراقي على صدر المعيون وقت الرقية فيها منفعة .
-التبريك يبطل مفعول العين ويمنع الإصابة بها . وصفة التبريك أن يقول " تبارك الله أحسن الخالقين ، اللهم بارك فيه " أو يقول " اللهم بارك عليه " ومما يدفع به الإصابة بالعين " ما شاء الله لا قوة الا بالله " . انظر الزاد الجزء الثالث وعند ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره ".
العين تصيب الأطفال :
الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعين ، ربما لجهلهم بالأدعية والتعوذات الإلهية ، أو لجمالهم وحسن منظرهم أو لكونهم في هذه المرحلة يلفتون الانتباه بحركاتهم وذكائهم ودعابتهم وتميزهم على أقرانهم.
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رصي الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ . وقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِجَارِيَةٍ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ بِهَا نَظْرَةٌ فَاسْتَرْقُوا لَهَا يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً.
الجارية:البنت الصغيرة التي لم تبلغ.
النظرة : عين من نظر الجن ، يعني بها عين أصابتها من نظر الجن .
سفعة : قيل هي أثر سواد في الوجه ، وقيل هي صفرة في الوجه ، وقيل هي حمرة بسواد وقيل سواد وسحور في الوجه ، وقيل هي لون يخالف لون الوجه. ولعل كل ما قيل فيها صحيح وذلك بإختلاف لون البشرة، فلو كان الوجه أحمر فالسفعة سواد صرف ، وإن كان أبيض فالسفعة صفرة ، وإن كان أسمر فالسفعة حمرة يعلوها سواد.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ . رواه البخاري وفي رواية عند الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ يَقُولُ أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ وَيَقُولُ هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ إِسْحَقَ وَإِسْمَعِيلَ عَلَيْهِمْ السَّلام .
وروي أَنّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ رَأَى صَبِيّا مَلِيحًا فَقَالَ دَسّمُوا نُونَتَهُ لِئَلا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ . وَمَعْنَى : دَسّمُوا نُونَتَهُ أَيْ سَوّدُوا نُونَتَهُ وَالنّونَةُ النّقْرَةُ الّتِي تَكُونُ فِي ذَقَنِ الصّبِيّ الصّغِيرِ .
وَقَالَ الْخَطّابِي فِي " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " لَهُ عَنْ عُثْمَانَ : إنّهُ رَأَى صَبِيّا تَأْخُذُهُ الْعَيْنُ فَقَالَ دَسّمُوا نُونَتَهُ فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : سَأَلْت أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى عَنْهُ فَقَالَ أَرَادَ بِالنّونَةِ النّقْرَةُ الّتِي فِي ذَقَنِهِ . وَالتّدْسِيمُ التّسْوِيدُ . أَرَادَ سَوّدُوا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنْ ذَقَنِهِ لِيَرُدّ الْعَيْنَ .
يقول الشاعر : ما كــان أحوجَ ذا الكمالَ *** إلى عيـبٍ يُوَقِّيهِ منَ العَيْـنِ
ويقـول آخر: شَخَصَ الأنامُ إلى كمالك فاستَعِذْ *** من شر أعينهمْ بعَيْب واحدِ
وعن علي رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه مغتما فقال يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال "الحسن والحسين أصابتهما عين" قال صدق بالعين فإن العين حق أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال "وما هن يا جبريل؟" قال: قل اللهم ذا السلطان العظيم والمن القديم ذا الوجه الكريم ولي الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يده فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فإنه لم يتعوذ المتعوذون بمثله" . "تفسير ابن كثير وتاريخ دمشق وكنز العمال"
وعند مسلم في صحيحه عنَ جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ يَقُول رَخَّصَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لآلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَقَالَ لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُقَالَتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ .
يستنبط من هذا الحديث أن من علامات العين النحول والضعف البدني .
ويستفاد منه أن لبعض الناس قابلية فطريه للعين أكثر من غيرهم ، ذكر أن محمد بن ظفر "المقنع الكندي" كان أحسن الناس وجها وأمدهم قامة وأكملهم خلقا فكان إذا سفر عن وجهه لقع - أي أصابته أعين الناس - فيمرض ويلحقه عنت فكان لا يمشي إلا مقنعا ." أنظر الوافي بالوفيات وعيون الاخبار"
كما يستفاد من هذا الحديث وحديث الجارية التي بها النظرة ، والحديث الذي رواه أحمد عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي فَهَلا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. وفي رواية مالك في الموطأ عن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ. والحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ وَقَبَضَ إِسْرَائِيلُ ثَلاثَ أَصَابِعَ مِنْ قُصَّةٍ فِيهِ شَعَرٌ مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ إِذَا أَصَابَ الإِنْسَانَ عَيْنٌ أَوْ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهَا مِخْضَبَهُ فَاطّلَعْتُ فِي الْجُلْجُلِ فَرَأَيْتُ شَعَرَاتٍ حُمْرًا . قلت هذه الأحاديث فيها دليل على أن الحكم على إنسان ما أنه مصاب بعين ليس من الخوض في الأمور الغيبية في كل الأحوال ،
يتبع ..