يجوز استخدام الاسماء والكلمات التي علم معناها ويكون معناه ما يجوز الاسترقاء به من أسماء الله الحسنى والأدعية المأثورة وأما ما يعلم معناها ولكن ليس في معناها ما يجوز الاسترقاء به كأسماء الجن وغيرها مما يحرم وفيه كفر وشرك مما لا ينبغي فلا يجوز العمل بها ولو علم معناها وأما التي لا يعلم معناها فلا يجوز العمل بها إلا في حالة ورودها عن ثقة في العلم والدين واما غير هذا فلا يجوز العمل بها أبدا لما بينا سابقا من الأدلة
وفي الختام أحب أن أوجه نصيحة لكل مسلم ولكل معالج وراقي يستخدم هذه الأسماء الأعجمية وغيرها في أدويته وعلاجاته أقول له :
أخي المسلم المعالج الراقي حفظني الله تعالى وإياك قد بينت لك كل ما يتعلق بهذا ولكن الذي أعمله يقينا من خلال المطالعة ومن خلال الممارسة والتجربة أن الكثير من هؤلاء المعالجين لا يعرفون أدنى معرفة في معاني هذه الأسماء والكلمات والطلاسم بل ولم يأخذوها من الرجال بل عكفوا على الكتب التي تنتشر في المكاتب والأسواق فصاروا يطبقون ما فيها ولا يعرفون أدنى شيء حول هذه العلوم بل إن حتى أصحاب هذه العلوم يشترطون على تلاميذهم أن يأخذوا العلم من الرجال وليس من الكتب
حتى ولو كنت تعلم المعاني فأقول لك عندنا ما يغني عن هذا وعندنا ما هو خير من ذلك ولغتنا العربية هي خير اللغات وأفضلها وقرآننا هو خير الكتب السماوية ونبينا هو خير الأنبياء والمرسلين وعلماؤنا وصالحونا هم خير من الصالحين والعلماء من الأمم الأخرى وبعد هذا لماذا نلجأ إلى الأمم الأخرى ونترك امتنا ولو كان هناك علم خير من العلم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعلمنا هذا والذي نعلمه أن علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل العلوم وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها وما ترك شيء إلا وبينه لنا فلماذا نترك ما هو واضح وصريح وفيه الخير وجائنا عن الصادق المصدوق الذي قال فيه به جل وعلا : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:3- 5) أم نكون كاليهود الذي قال الله تعالى فيهم : (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(البقرة: من الآية61)
وإني سائلك بالله عليك هل علم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأعم أم علم موسى وعيسى وسليمان وداوود بل إنه ليس هناك مقارنة بالتأكيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا تتكر علمه وتلجأ إلى علم غيره فلذلك أخي المسلم عليك بالقرآن والسنة وتجارب العلماء والعارفين من هذه الأمة الراضية المرضية وفقني الله تعالى وإياك لكل خير
رؤية أكرمني الله بها حول هذا العلم ( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
لقد بحثت كثيرا حول هذه الأمور حتى أقف على الصحيح منها ويرتاح له صدري وبحثت في نصوص العلماء وما وجدت ما يثلج صدري حتى أكرمت بهذه الرؤية وهي عبارة عن سنة من النوم أخذتني بينما كنت اشغل فكري بهذا الموضوع فرأيتني أقف أمام الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وانا أحاوره وأستفسر منه عن هذه الأمور ( استخدام الأسماء الأعجمية والدعوات الروحانية ) وكم كان شرف لي أن أحاوره وكان الحوار كالتالي :
قلت له : سيدي ماذا تقول في العلم الروحاني
قال رضي الله عنه : هو علم صحيح لكن وهمه أكثر من صحيحه ودخل فيه ما أفسده
وعنده أردت ان اتابع الأسئلة فبادر هو وسألني :
قال رضي الله عنه : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ام موسى وعيسى وسليمان
فقلت له : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل
قال رضي الله عنه : فهل يعطي الله علما لهم خيرا مما أعطاه لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
فقلت له لا فقال رضي الله عنه : فلماذا تدع أفضل علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصل إلينا بالطريق الصحيح لم يدخل فيه ما يفسده وتأخذ العلم الذي ينسب لغيرنا من الأمم ولا ندري أهو صحيح ام غير صحيح فقلت نعم
قال رضي الله عنه : هل هذه الشخصيات التي يتعامل معها أهل هذا العلم ( وقصد الخدام والأوراح ) هل هي موجودة حقيقة ويعلمون بوجودها وهل تنفع وتضر بذاتها أم بإرادة الله تعالى
فقلت بل ليس هناك يقين ولا إثبات
فقال رضي الله عنه فكيف ندع من وجوده ثابت وحقيقي وبذاته وهو الذي أوجد كل شيء وتصرفه قائم بذاته وبيده النفع والضر وهو القادر ونلجأ إلى من وجودهم غير ثابت وإن وجدوا فنفعهم وضرهم بأمر الله إن شاء نفذ وإن شاء لم ينفذ
ثم قال رضي الله عنه : الذين يعملون بهذه العلوم ويقرأون هذه الأسماء هل يعرفون معناها كلها فقلت له لا يعلمون البعض ويجهلون الكثير فقال رضي الله عنه لو كانت هناك كلمة واحدة في معناها الكفر والشرك والحرام هل يعذرك جهلك أمام الله تعالى فقلت لا
فقال فكيف نترك القرآن الذي نعرفه وواضح ونلجأ إلى كلمات لا نعرف معناه
ثم قال رضي الله عنه : هل هناك اعظم من اسم الله تعالى فقلت لا قال فكيف نترك خير الأسماء وأعظمها ونعمل بأسماء لا نعلمها فإن لم تنفعك اسماء الله تعالى فهذه لا تنفعك
ثم قال رضي الله عنه : يزعم أصحاب هذه العلوم أنها أشرف العلوم وخيرها فقلت نعم يزعمون هذا فقال فكيف كتمها أو لم يخبر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له صحيح
ثم قال لي يا بني لماذا يستخدمون هذه العلوم فأجاب نفسه وقال : لدفع الضر او لجلب النفع أوالعكس لدفع النفع ولجلب الضر فقلت له نعم سيدي يستخدمونها لأمور كثيرة منها للمحبة ومنها للرزق ومنها للعلاج ومنها للفراق ومنها ومنها قال كل هذا موجود عندنا وعندنا ما يغنينا عنه عندنا القرآن فيه لكل شيء والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شيء
ثم قال : كن مع الله ترى الله معك وكن له كما يريد تصبح انت تفعل ماتريد بامر الله ولا تحتاج إلى كل هذه واسعى للعلم اللدني الذي يوهبه الله للعبد اذا اتقى الله وهذا هو خير لك وليكن يقينك كامل بالله تعالى
ثم ختم كلامه بقوله انا لا انكر هذا العلم ولكن كما قلت وهمه أكثر من حقيقته وخطأه أكثر من صوابه والابتعاد عنه خير من الدخول فيه ثم قال ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
وبعد هذا الكلام ليس هناك كلام فمن أراد الخير فعليه بهذه الحقائق والله تعالى أعلم
المصدر:
موقع الطريقة القادرية