أردت أن اواصل حول موضوع خفايا عالم الجن لابرز علاقة الجن بالارض حيث خلق الله الجن من النار وأول الجان هو أبيهم سوميا وكان ذلك قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام ، وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها وكان الجن أول منعبد الرب في الأرض. كما ذكر في كتاب أبن كثير البداية والنهاية , لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا الشكرلله على ما أنعم عليهم من النعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم . وأمر الله عز وجل جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها.غزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن وفرّ من الجننفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال, وأسر الملائكة من الجن ( إبليس )الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء. والذي أصبح عبدا شاكرلله . وبعد أن خلق الله آدم وأمرالملائكة بالسجود له، تكبر إبليس وعاد لأصله. فرفض ابليس السجود ظنا منه انه أفضل منآدم لأنه مخلوق من نار وآدم من تراب فعصى أمر ربه. فطرده الله من رحمتهِ ولكن ابليس طلب أن يمد له في العمر حتى يوم القيامة للانتقام من آدم فأعطاه الله ذلك وبدأ يتكون عالم الجن من جديد. ولقد ورد ذكر الحكاية بلفظ آخر في القرآن حيث قال الشيطان: ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون ) سورة الأعراف، آية 14، فأجابهُ الله: ( قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ، إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ )، الآيتان 37،36من سورة الحجر. الخلاصة أن حقيقة الجن خلق آخر غير الأنس وغير عالم الملائكة والأرواح. وبين الجن والأنس قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإرادة ومن حيث القدرة على اختيار طريق الشر والخير، ومن حيث التكليف بالعبادة وحسب تعريف القرآن في قوله: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات، آية 56، وفي قوله: ( وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) سورة الحجر آية 27. فورد ذكرهم بلفظ الجن والجان،32 مرة في القرآن، بينما ورد ذكرالشيطان 87 مرة فيالقرآن، وذكر إبليس 11 مرة في القرآن. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، رب اعوذ بك من همزات الشياطين ، واعوذ بك رب ان يحضرون .