زامير |
06-27-2012 03:13 AM |
حُبُّ المؤمن لربِّه ولنبيِّه
يتجلَّى حُبُّ المؤمن لربِّه ولنبيِّه بصورمختلفة وعلامات شتَّى، وإنَّ من أوضح هذه العلامات وأظهرها،أن يكون المؤمن مؤْثِراً لأوامر الله تعالى على سائر محبوباته،ظاهراً وباطناً، فيلزم الطاعة، ويجتنب التردُّد والتَّهاون واتِّباع الهوى، ويكون هواه تبعاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا المعنى قيل: وأَتْـركُ مـا أهـوى لـما قــد هَــويْتَــه فأرضى بما ترضى وإن سَخِطَتْ نفسي بينما أنكر محبٌّ آخر ادِّعاء محبَّة الله مع ارتكاب معصيته فقال: تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه هذا لَعَمْري في القيـاس بديع لوكان حبُّك صادقاً لأطعته إن المحـبَّ لمـن يحـبُّ مطيــع فاتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال والأخلاق، يعني الدخول في دائرة طاعة الله، الَّتي تعني امتثال أوامره تعالى واجتناب نواهيه، واتِّباع سنن رسوله ممَّا ورد عنه من قول أو فعل أو تقرير، قال صلى الله عليه وسلم : «مانهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم» (أخرجه مسلم). . وممَّا تجدر الإشارة إليه أن آيات القرآن الكريم قد ربطت بين طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة، وممَّا يؤكد وجوب الالتزام بالسنَّة إلى جانب الالتزام بكتاب الله،أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم علاوة على قيامه بتبليغ الرسالة فقد قام بتطبيقها،بل إنه القدوة المثلى لهذا التطبيق. ولقد أخذ المسلمون عنه عليه الصَّلاة والسَّلام تعاليم هذا الدِّين ومناسكه، وراحوا يبنون صرح هذه العقيدة على أسـسها. فالرسول صلى الله عليه وسلم مبلِّغ ومبيِّن عن الله مراده،وقد جاءت سنته شارحة للقرآن تبيِّن مجمله وتقيِّد مطلقه وغير ذلك من أوجه البيان. وسنَّة النبي صلى الله عليه وسلم الَّتي علينا الاقتداء بها، تبدأ منذ بدء تكليفه بالرسالة، بل إن بعضهم قال هي منذاعتكافه صلى الله عليه وسلم في غار حراء،حيث أمضى الأيام الطويلة متعبدا،متحنِّفا، متأملا في ملكوت السموات والأرض، حتَّى صفت نفسه ورقَّت مشاعره، ممَّا أهَّله لتلقِّي الفيوضات الإلهية، وفتح مغاليق قلبه ليكون مستودع ا للأنوار الربَّانية.. وكما أن للطاعة ثمراتها،فإن للمعصية عواقبها الوخيمة على الفرد أوَّلاً وعلى الأمة ثانياً، فإذا ما انسلخ الإنسان عن أوامر ربِّه وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم خرج عن مساره المستقيم، ودخل في متاهات الشكوك والمعاناة، وفقد المدد الإلهي،وأضحى نجماً آفلاً يتردَّى في مسارب الشيطان ومسالكه.
|