زامير |
03-11-2012 12:02 AM |
حقيقة فطرة الانسان
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ إن الانسان يولد مزودا ببعض الامكانيات والقدرات ،تظهرها وتبلورها العوامل والمنبهات البيئية المختلفة , مما يجعله يكتسب الكثير من العادات والاتجاهات والقيم،وانماط سلوكية معينة ،حتى يحقق لنفسه التكيف مع الاطار الاجتماعى والثقافى الذي يعيش فيه ويتفاعل معه وحتى يشعر انه قد اصبح عضوا ايجابيا فعالا في الجماعة . ومعنى ذلك أن عملية التطبع الاجتماعى والتى بها يصبح الإنسان فردا في جماعة ،هي عبارة عن عملية يحاول أن يتلاءم بفضلها معه الثقافة التي تحيط به،ويتمثل منها جزءا جوهريا - كل ذلك يجب أن ينظر إليه على انه إحدى الخصائص الأساسية للطبيعة الانسانية .... ومع ذلك فإن علماء النفس لم يتفقوا على وجهة نظر مشتركة للشخصية ،بل تشعبت الآراء والاتجاهات في فهم وتحديد الشخصية فقد تناولها البعض على أنها تبنى على العمليات الفسيولوجية المختلفة ،أو على شكل الجسم والتركيب البدنى والمظهر العام ،أوعلى أساس وجود خصائص نفسية معينة لشخصية هي ذلك المفهوم الذي يصف الفرد من حيث هو وحدة متكاملة من الصفات والمميزات الجسمية والعقلية والاجتماعية في الواقف المختلفة ،و التى تميزه عن غيره من الأفراد تمييزا واضحا. والإنسان يمتاز عن غيره من المخلوقات بالفطرة الهادية له إلى الخير والتوحيد، فهومؤمنٌ بالله بفطرته التي خُلق عليها، وعَهْدُ الله إليه قبل أن يخلق بشراً سوياً ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾(الأعراف:172) فاتجاهه وميوله الداخلية تتجه به إلى الإيمان والتوحيد بالله عز وجل ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾.الروم:30 ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾(البقرة:ا30،) ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾( النمل :62) ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإنْسَانُ﴾ (الأحزاب:72) ورغم هذا كله، إلا أن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم طبائع ذميمة تتنافى مع فطرة الإنسان التي فطره الله تعالى عليها مثل: كفران النعم واليأس والقنوط، والشح والبخل، والظلم والمكر.. وغيرها من الطبائع في الإنسان إن الإنسان حين الشدة في أصل فطرته يتجه إلى الله، و أن يعرفه في الرخاء، أن يعرفه وهو على الأرض،قبل أن يكون راكبًا طائرة، أو باخرة، أن يعرفه وهو صحيح قوي نشيط، أن يعرفه وهو شاب، لذلك المؤمن يعرف الله في الرخاء، وغير المؤمن يعرف الله في الشدة.. المؤمن فلا يقنط، لا ييئس، لا يشعر بالإحباط يرى أن هناك حكمة بالغة يقول: يا رب، أنا راض بقضائك وقدرك، أنا راض بما أنا فيه، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى, يغلب على الإنسان قبل أن يؤمن أنه يؤوس، ويغلب على الإنسان قبل أن يؤمن أنه كفور، لكن المؤمن متفائل شكور، لأن الله عز و جل طمأننا، قال تعالى:﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾ لذلك المؤمن يختار هدفاً بعيداً، يختار الآخرة، بينما غير المؤمن يختار الدنيا .
|